بقلم : لحسن بنمريت
– رئيس مؤسسة آفاق للفن والثقافة والتعليم
بكل مصداقية ومسؤولية ونكران للذات .. اخترنا رفع مشعل الدفاع عن حقوق الجالية المغربية على صعيد هولندا عامة . وعلى صعيد روتردام خاصة . مؤمنين بأننا قد نواجه المصاعب ونعيش دربا من المتاعب .. وإننا سننحث من صخر قبل ان ننهل من بحر .
فلا مستحيل مع الارادة القوية المبنية على حسن النية . وما ضاع حق وراءه طالب .. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
إن تبني فكرة حل قضايا ومشاكل المهاجرين ليست وليدة الصدفة أو عبارة عن ثنايا هواجس عابرة بقدر ما هي إيمان نابع من صميم القلب وجهود لا ستهان بها .. ورغبة دفينة في رسم واقع مرضي للمواطنين الدين يطمحون للعيش الكريم الملم بكل الحقوق والمتسم بالآفاق الواعدة التي يغذيها حب الوطن واحترام البلد المضيف .
هكذا جاءت مؤسسة آفاق للفن والثقافة والتعليم بطموح نبيل وشريف يسمو لتقديم خدمات متنوعة تلمس واقع المهاجر .. وتخطو بخطوات ثابتة لتساهم بالرأي والمشورة في القضايا الحساسة على مستوى البلدين فنيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
نقطة النهاية عند آخرين كانت لنا البداية التي رسمت لنا الافق المبتسم الملئ بالطموحات بنينا عليها امالا ارتأينا أن نرفع من خلالها علم الوطن عاليا مرفرفا في فضاء هولندا . وكانت الانطلاقة متضمنة لانشطة فعالة لها صدى إيجابي نال إعجاب كل دوي النيات الحسنة .
اننا لا يسعنا في هده الكلمة الصادقة الا ان نجهر بكلمة الحق بعيدا عن كل المزايدات والشعارات المستوردة أو الجاهزة لنشد بايدينا على ايدي من ساهموا معنا في رفع هدا الصرح الاخوي ووضع هدا القطار في مساره الصحيح .. وما اكثر هؤلاء الدين اغدقوا علينا من جهدهم وتشجيعهم مستنيرين بالافاق التي فتحوها معنا فكرا وعقيدة ومنهاجا .. منهم رجال السياسة على صعيد البرلمان أطر مغربية كفأة وفاعلين جمعويين ومهتمين لا باس ان نلوح في فضاءنا ببعض منهم محمد الرباع ذالك الهرم الشامخ الغني عن الذكر والذي افنى زهرة شبابه ومسيرة عمره خدمة لهده الجالية .. ثم عائلة المنوزي التي قدمت التضحيات تلو التضحيات في سبيل الجالية المغربية وناضلت من اجل نصرة الحق بل وانتصار الديموقراطية بالوطن الأم .
يكفينا فخرا ان نسطر بمداد العز والإعجاب لعدد من الأطر المغربية التي حصلت على مراتب عليا بأرض الغربة معلنين للكل ان المغاربة هم أسود الأطلس يعتز بهم الوطن في كل مكان وزمان . ومنوهين بالدور الريادي التي قامت وتقوم به المرأة المهاجرة في تربية الأجيال وكخير سفيرة للوطن .
إن طموحنا يفوق كل التصورات مصرين على أن الجيل الثالث سوف يحقق المعجزات كلما غرس فيهم الآباء روح الدراسة والبحث ودعموهم للوصول الى مدارج الجامعات والمعاهد العليا عبر التراب الهولندي .. فالمغاربة الدين يصلون لمراتب عليا هم كالشجرة التي أصلها بالمغرب وفروعها في اروبا ستعود لا محالة بالخير العميم على البلد المضيف وكذلك الوطن الام.
اما في ما يخص تأسيس المجلس الاستشاري للجالية المغربية فنحن نسانده ونتمنى ان تكلل اعماله بالنجاح شريطة ان تكون الشفافية واشراك اكبر عدد من المهاجرين والمهاجرات في اتخاذ القرار من اهم اهدافه واولوياته .
إذا كان على المهاجر أن يفرض نفسه عبر حضوره شكلا ومضمونا في المجتمع الهولندي فانه وبدون تردد مطالب بان يعمل على غرس حب الروح الوطنية في نفوس الأبناء محافظا على داك الحبل المتين والارتباط الوثيق . ثم أن المهاجر مدعو في هده الآونة اكثر من غيرها من رفع ميزان الحرارة الخاص بالاستثمار في ارض الوطن والمساهمة في المبادرة الوطنية للتنمية .
لا تفوتنا فرصة تقديم التنويه بكل جنود الخفاء الدين ناضلوا من اجل الحفاظ على تعليم اللغة العربية التي هي مصدر كل تشبت بأرض الوطن وهي الوثاق القوي والمتين عبر الاجيال .
خير الختام يدعونا للترحم على ثلة من الجنود المغاربة الدين ضحوا بانفسهم من اجل صد عدوان النازيين الالمان عن التراب الهولندي وتم دفنهم بمنطقة زايلاند التي دأب المغاربة على زيارتها في 23 ماي من كل سنة .
فالمسيرة متواصلة ..
والطموح كبير ..
والهدف نبيل .
ومع آفاق نرسم جميعا الغد المشرق.